الجمعة، 8 أبريل 2016

مبادئ وأسس التخطيط الحضري

Urban Plan
    إن القيام بعملية التنمية العمرانية والوصول إلى بيئة حضرية متكاملة العناصر مستوفية لأوجه النشاط البشري يجب أن تستند إلى مبادئ وأسس علمية وواقعية، وأن تتمتع بخصائص متنوعة ومتغايرة تتناسب مع حجم ونوعية التنمية لتحقق الأهداف المرجوة منها مستقبلا .

ونستعرض فيما يلي بعضا من أهم الأسـس الواجب مراعاتها وهي :

1- مراعاة الجوانب الاقتصادية والسكانية والاجتماعية من جهة ، والثقافية والنفسية من جهة أخرى كمكونات أساسية في المخططات التي توضع للبيئة الحضرية ، وبذلك يؤكد التخطيط الحضري على الربط بين الجوانب المعمارية والسلوكية .

2- التعامل مع الخصائص الطبيعية والمواقع الجغرافية للمناطق الحضرية ، وذلك بمراعاة مواضع ومواقع تلك المناطق، الأمر الذي يلعب دورا هاما في نموها العمراني ، حيث تتوفر لبعضها إمكانية التوسع والتنمية ، ولا يتوفر ذلك للبعض الآخر مما يتطلب انعكاس ذلك على مخططات التنمية الحضرية لتلك المناطق الحضرية أو المدن .
                           
3- معالجة المنطقة الحضرية كوحدة مترابطة في جميع مكوناتها وعناصرها مع بعضها ، فمعالجة أي جزء يشكل عنصرا أساسيا من النظام الحضري،والتخطيط الحضري يتكون من عنصرين أساسيين :
      أ‌- الخصائص الطبيعية المتمثلة بالتضاريس والتربة والمياه وعناصر المناخ .
     ب‌- النشاط البشري من مؤسسات إدارية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونقل وكل ما يمارسه الإنسان، بحيث ينتج عن تفاعل هذين العنصرين نظام استعمال الأراضي للأنشطة والخدمات المختلفة .

4- ارتباط التخطيط الحضري كغيره من أنواع التخطيط الأخرى بقرارت سياسية وإدارية ومالية والتي على ضوئها تحدد الصلاحيات والأدور الذي تمارسه أجهزة التخطيط .

5- التخطيط الحضري عبارة عن عمليات مترابطة وعلى مستويات عدة / الدولة – الإقليم – المدينة / .

6- يتعامل التخطيط الحضري مع بيئة غير متجانسة اجتماعيا لوجود فوارق بين السكان في العادات والتقاليد والثقافة والدين ، وهذا ما يجب مراعاته عند وضع المخططات الأساسية والتصاميم الحضرية ، وبالتالي يجب تحقيق التوازن في توزيع السكان في المناطق الحضرية بما يحقق التجانس الاجتماعي ويكفل توفير الرقابة المجتمعية من جهة ، والحيلولة دون إقامة تكتلات اجتماعية عرقية من جهة أخرى .

7- تحقيق توازن إقليمي بين جميع المناطق الحضرية من حيث توفير الخدمات والاستثمارات دون حصرها في مكان واحد فينتج عن تركزها مشكلات عديدة . [1]

8- يجب إدراك أن التخطيط الحضري عملية مستمرة ، كما أن التعقيدات والقيم المتغيرة والمتطلبات المتجددة لا يمكن تناولها بتحديد وضع نهائي في خريطة للتطبيق ، وبالتالي يجب أن تكون العملية في شكل دورة كاملة ، تبدأ بعملية التحليل التي يتبعها إعداد الإطار الاستراتيجي الذي يشكل الأساس لعملية التنفيذ التفصيلية ، ويتبع ذلك نظام مراقبة يؤدي إلى عملية المراجعة والتحديث الدورية .

9- إن التخطيط الحضري هو جزء من عملية التخطيط الاستراتيجي الذي يتناول القضايا العامة والتي يكون لها الأثر الكبير على التطوير الحضري .

10- يعد التفاعل والمشاركة المجتمعية من العناصر الأساسية في أية عملية تنمية حضرية ، ويكون من المطلوب تفاعل ومشاركة السكان بصورة جيدة من أجل تناول القضايا المتعددة ووجهات النظر المختلفة ، بل يمكن القول أن أيا من عمليات التخطيط الحضري التي لا تقوم على أساس من المشاركة من قبل السكان معرضة للفشل التام . [2]





[1]- خلف حسين علي الدليمي - التخطيط الحضري/اسس ومفاهيم ص63
[2]- كرستيان سبيرت - من الخطط الرئيسية إلى استراتيجيات التنمية                                                                                           شـاركـهــا