Top Ad unit 728 × 90

آخرالدروس

دروس

صحة بيئة المساكن وهندستها عند أبي زيد البلخي

 architecture
تعتبر التنمية العمرانية جزءا من التنمية الشاملة المصاحبة لكل نهوض حضاري . وهذه التنمية حاملها الإنسان ، وهو كذلك مبدعها وغايتها ، فلا تتم تنمية من غير اعتبار لحاجات الإنسان وطموحاته وآماله من جهة ، ولأصوله وجذوره وتراثه من جهة ثانية .

وقد رافق النهضة الحضارية الشاملة إبان القرنين الثاني والثالث الهجريين توسع وتنوع في الحاجات الإنسانية الأساسية التي تطلّب توفرها بالشكل المناسب تطورا كبيرا في العلوم والتقنيات بأنواعها المختلفة .

وبرزت في نهايات القرن الثالث الهجري إرهاصات علم جديد مبتكر على يد أبي زيد أحمد بن سهل البلخي (235-322هـ) ، وذلك في كتابه ( مصالح الأبدان والأنفس ) . وقد عاش البلخي في إقليم خراسان ، وهو إقليم واسع تتنوع فيه البيئات الطبيعية من جهة والنظرة الفاحصة لعقلية البلخي المنهجية العلمية من جهة ثانية أكسبته معرفة وخبرة واسعتين في تلك البيئات المختلفة مما جعله يتوسع في ذكر الأمثلة وتأصيل المبادئ والقواعد العامة المبنية على ملاحظات علمية وعملية دقيقة . وهذه النظرات والتأملات عند البلخي يمكن أن تندرج فيما نسميه اليوم علم صحة البيئة . وهذا العلم عرفه البلخي من خلال دراسة العلاقات بين الصحة العامة للإنسان والأحوال البيئية الطبيعية التي يعيش فيها من الهواء الذي يستنشقه ، والماء الذي يشربه ، والمسكن الذي يقطنه ، والأغذية التي يتناولها والمحيط البشري الذي يعيش فيه .

وهذه العلاقة تدرس اليوم في الطب الوقائي الذي ينطلق من العمل على حفظ توازن الأفراد – كأعضاء نافعين في المجتمع – مع البيئة المحيطة بهم (حلاج،1981) . فبمقدار ما تتهيأ أسباب هذا الحفظ تكون ترقية الصحة Health Promotion ، والوقاية من المرض  Preventing disease .

وهذا البحث عرض وتحليل للفصول المتعلقة بصحة بيئة المساكن ، وبالمبادئ الأساسية في هندستها كما وردت في كتاب أبي زيد البلخي الذي كان من حكماء الإسلام وفصحاءه وبلغاءه ، وله مشاركات هامة في الفلسفة والأدب والطب والجغرافيا ( ابن النديم، ق4 ، والبيهقي ق5 ) .



تحميل الورقة البحثية





صحة بيئة المساكن وهندستها عند أبي زيد البلخي Reviewed by Unknown on 7:30 ص Rating: 5

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.