المشاركة الشعبية في التنمية العمرانية في الاقاليم الصحراوية
لم تعد الدولة في عديد من الأقطار العربية
والدول النامية قادرة على تحمل التكاليف الباهظة للإسكان والخدمات البلدية
والتنمية العمرانية بصفة عامة ، مما جعل العبء الأكبر في ذلك يقع على عاتق السكان
والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني . ويعد السودان مثالا واضحا لتلك الأقطار
حيث تزامن الأداء الاقتصادي الضعيف مع تفاقم الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية مما
أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان إلى المدن الكبرى. وقد أضحت المشاركة الشعبية
هي المرتكز الأساس للتنمية العمرانية كما نصت على ذلك قوانين الحكم المحلي التي
طبقت مؤخرا.
تعد المشاركة الشعبية في مختلف نواحي الحياة
ممارسة أصلية وضاربة في القدم وسط المجتمعات التي تعيش في حضر وبوادي الأقاليم
الصحراوية من شمال السودان . وتعرف هذه الممارسة بالفزع أو النفير ، وهي تصدر عن
روح التكافل وعمل الخير ومصلحة الجماعة دون انتظار عائد مادي أو منفعة شخصية.
وتتم المشاركة الشعبية في تشييد المساكن،
وتوصيل شبكات مياه الشرب ومصارف الأمطار ، وأيضا في تشييد المرافق العامة مثل
المدارس والمساجد. وتشارك في ذلك قطاعات المجتمع الأغنياء والفقراء، والصغار
والكبار والنساء والرجال، بالدعم المادي والجهد البشري والمساهمات العينية.
تتناول هذه الدراسة المشاركة الشعبية في
التنمية العمرانية في المناطق الصحراوية من شمال السودان وإسهامات المجتمعات المحلية
فيها. وهي دراسة تحليلية لطبيعة تلك الإسهامات ، وأنماطها المختلفة، المجموعات
الفاعلة فيها، الدور الريادي لبعض أفراد المجتمع المحلي ، الطرق والوسائل المتبعة،
ومحصلة تلك الإسهامات . كما تحلل الدراسة أيضا المعوقات التي تواجه المشاركة
الشعبية في التنمية العمرانية وأنجع السبل لتذليلها من أجل الاستفادة القصوى من
طاقات المجتمع المحلي في ترقية وتطوير البيئات العمرانية. وتستند الدراسة على بحث
ميداني ومقابلات وتنتهج المنهج التحليلي والإستقرائي .
رابط تحميل الورقة البحثية
↓
المشاركة الشعبية في التنمية العمرانية في الاقاليم الصحراوية
Reviewed by Unknown
on
12:19 م
Rating: