التنمية المستدامة
◘ إطار تأريخي :
1968: إنشاء
نادي روما الذي جمع عدد كبير من رجال الأعمال من مختلف الدول، دعا النادي إلى
ضرورة إجراء أبحاث تخص مجالات التطور العلمي لتحديد حدود النمو في الدول المتقدمة.
1972:
نادي روما ينشر تقريرا مفصلا حول تطور المجتمع البشري وعلاقة ذلك باستغلال الموارد
الاقتصادية، وينشر توقعاته لسنة 2100، ولعل من أهم نتائجه عن مسار النمو الاقتصادي
في العالم، أنه سوف يحدث خللا خلال القرن الواحد والعشرون بسبب التلوث وتعرية
التربة.....الخ.
1972: انعقاد مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية
الذي نظمته الأمم المتحدة، حيث ناقش المؤتمر البيئة وعلاقتها بواقع الفقر وغياب
التنمية في العالم، وتم الإعلان أن الفقر وغياب التنمية هما أشد أعداء البيئة، ومن
جهة أخرى انتقد المؤتمر الدول و الحكومات التي لا تزال تتجاهل البيئة عند التخطيط
للتنمية.
1992: قمة الأرض في ريودي جانيرو،
حيث أصبح واضحا أن اهتمام العالم يجب أن يكون موجها ليس لتأثير الاقتصاد على البيئة، وإنما على تأثير
الضغط البيئي ( تآكل التربة - أنظمة المياه – الغلاف الجوي) على المفاهيم
الاقتصادية.
في ريو أصبحت التنمية المستدامة
تركز على سبعة مكونات تشكل التحدي الأكبر أمام البشرية:
-
التحكم في التعداد السكاني .
-
تنمية الموارد البشرية .
-
الإنتاج الغذائي .
-
التنوع الحيوي .
-
الطاقة .
-
التصنيع .
-
التمدن .
1994:
المؤتمر العالمي المعني بالتنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة
النامية (بريدجتاون، بربادوس)، يعتمد برنامج عمل بربادوس، الذي نصّ على إجراءات
وتدابير محدّدة لأغراض التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية.
1997: دورة الجمعية
العامة الاستثنائية (مؤتمر قمة الأرض + 5) بنيويورك، تعتمد برنامج مواصلة تنفيذ
جدول أعمال القرن 21، بما يشمل برنامج عمل لجنة التنمية
المستدامة للفترة من 1998 إلى 2002
.
.
2002:
القمة العالمية للتنمية المستدامة بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا : بالرغم من أن هذه
القمة قد خلت من ولادة أية اتفاقية بيئية جديدة، إلا أنها قد وضعت الأساس، ومهدت
الطريق لاتخاذ إجراءات عملية لتمكين دول العالم من تنفيذ المبادئ والاتفاقيات التي
تمخضت عن المؤتمرات البيئية العالمية السابقة، من
خلال النقاط التالية:
- تقويم التقدم المحرز في تنفيذ جدول أعمال القرن 21
والصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والبيئة عام 1992.
-
استعراض التحديات والفرص التي يمكن أن تؤثر في إمكانيات
تحقيق التنمية المستدامة .
-
اقتراح الإجراءات المطلوب اتخاذها والترتيبات المؤسسية
والمالية اللازمة لتنفيذها .
-
تحديد سبل دعم البناء المؤسسي اللازم على المستويات
الوطنية والإقليمية والدولية.
◘ مفهوم التنمية المستدامة
قبل التطرق إلى مفهوم التنمية المستدامة، يجب إزالة اللثام عن الاستدامة
كنقطة مبدئية، حيث يعود أصل الاستدامة إلى علم الايكولوجي، حيث استخدمت
الاستدامة للتعبير عن تشكل وتطور النظم الديناميكية، التي تعرضت إلى تغيرات
هيكلية، تؤدي إلى حدوث تغير في خصائصها وعناصرها، وعلاقات هذه العناصر ببعضها
البعض، وفي المفهوم التنموي استخدم مصطلح الاستدامة للتعبير عن طبيعة العلاقة بين
علم الاقتصاد وعلم الايكولوجي.
و نظرا لحداثة وعمومية مفهوم التنمية المستديمة، فقد تنوعت معانيه في مختلف
المجالات العلمية والعملية، فالبعض يتعامل مع هذا المفهوم كرؤية أخلاقية، والبعض
الآخر كنموذج تنموي جديد، وهناك من يرى بأن المفهوم عبارة عن فكرة عصرية للبلدان
الغنية، مما أضفى على مفهوم التنمية المستديمة نوع من الغموض، ولإزالة ذلك يتعين
عرض مختلف التعاريف ووجهات النظر السابقة والحديثة.
لقد أصبح مفهوم التنمية المستديمة واسع التداول ومتعدد المعاني، والمشكل
ليس في غياب التعاريف، وإنما في تعددها واختلاف معانيها.
التنمية المستدامة: développement
durable هو ترجمة لا تستجيب للمصطلح الإنجليزي sustainable
development الذي يمكن ترجمته أيضا بالتنمية ( القابلة
للإدامة ) أو (الموصولة)،
ولقد تم اختيار مصطلح (مستديمة) لأنه المصطلح الذي يوفق بين المعنى
والقواعد النحوية.
كما يعرفها Edwerd
barbier :
"بأنها ذلك النشاط الذي يؤدي إلى الارتقاء بالرفاهية الاجتماعية اكبر قدر
ممكن، مع الحرص على الموارد الطبيعية المتاحة وبأقل قدر ممكن من الأضرار والإساءة
إلى البيئة ، ويوضح ذلك بان التنمية المستدامة تختلف عن التنمية في كونها أكثر
تعقيدا وتداخلا فيما هو اقتصادي واجتماعي و بيئي.
إن التنمية المستدامة تقوم أساسا على وضع حوافز تقلل من التلوث وحجم
النفايات والمخلفات والاستهلاك الراهن للطاقة، وتضع ضرائب تحد من الإسراف في
استهلاك الماء والهواء والموارد الحيوية الأخرى.
ولقد توصل تقرير بروتلاند عام
1987 إلى تعريف التنمية المستدامة كالأتي " التنمية المستدامة هي عملية
التنمية التي تلبي أماني وحاجات الحاضر، دون تعريض قدرة أجيال المستقبل على تلبية
حاجاتهم للخطر.
يهدف هذا المفهوم الجديد إلى تحسين نوعية حياة
الإنسان، من منطلق العيش في إطار قدرة الحمل آو القدرة الاستيعابية البيئة المحيطة ،
وترتكز فلسفة التنمية المستدامة على حقيقة هامة، مفادها أن الاهتمام بالبيئة هو
الأساس الصلب للتنمية بجميع جوانبها، فهذا النوع من التنمية هو الذي يركز على
بعدين مهمين هما الحاضر والمستقبل، حيث تكمن أهمية التنمية المستدامة، حسب هذا
التعريف في قدرتها على إيجاد التوازن بين متطلبات التنمية للأجيال الحاضرة، دون أن
يكون ذلك على حساب الأجيال القادمة.
أما اللجنة العالمية للتنمية المستدامة، فقد
عرفتها على أنها: هي التنمية التي تفي احتياجات الحاضر دون المجازفة بموارد أجيال
المستقبل، و قد انتهت اللجنة العالمية للتنمية
في تقريرها المعنون "مستقبلنا المشترك" إلى أن هناك حاجة إلى طريق جديد
للتنمية، طريق يستديم التقدم البشري لا في
أماكن قليلة، أو بعض السنين بل للكرة الأرضية بأسرها وصولا إلى المستقبل البعيد.
إن هذا النوع من التنمية هو الذي يجسد العلاقة بين النشاط الاقتصادي واستخدامه للموارد الطبيعية في العملية الإنتاجية، وانعكاس ذلك على نمط حياة المجتمع، بما يحقق التوصل إلى مخرجات ذات نوعية جيدة للنشاط الاقتصادي، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، بما يؤمن استدامتها وسلامتها، دون أن يؤثر ذلك الترشيد سلبا على نمط الحياة وتطوره.
إن هذا النوع من التنمية هو الذي يجسد العلاقة بين النشاط الاقتصادي واستخدامه للموارد الطبيعية في العملية الإنتاجية، وانعكاس ذلك على نمط حياة المجتمع، بما يحقق التوصل إلى مخرجات ذات نوعية جيدة للنشاط الاقتصادي، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، بما يؤمن استدامتها وسلامتها، دون أن يؤثر ذلك الترشيد سلبا على نمط الحياة وتطوره.
و من هنا فالتنمية المستدامة تستلزم تغيير
السياسات والبرامج والنشاطات التنموية بحيث تبدأ من الفرد وتنتهي بالعالم مرورا
بالمجتمع.
و الملاحظ
أن البعض يتعامل مع التنمية المستدامة كاتجاه جديد، يتناسب واهتمامات النظام
العالمي الجديد، والبعض يرى أن التنمية المستدامة نموذج تنموي بديل مختلف عن
النموذج الصناعي الرأسمالي، وربما أسلوب لإصلاح أخطاء وعثرات هذا النموذج في
علاقته بالبيئة.
ونلاحظ إجمالا أن الإنسان هو محور
جل التعاريف المقدمة بشأن التنمية المستدامة، حيث تتضمن تنمية بشرية تؤدي إلى
تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم و الرفاه الاجتماعي ومحاربة البطالة، وهناك
اعتراف اليوم بالتنمية البشرية على اعتبار أنها حجر أساسي للتنمية
الاقتصادية.
من خلال ما سبق
يمكن القول أن التنمية المستدامة، هي التنمية التي تحقق التوازن بين النظام البيئي
والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي، وتساهم في تحقيق أقصى حد من النمو في الأنظمة
الأربعة السابقة، و أن لا يكون له تأثير جانبي على الأنظمة السابقة، وفي جوهرها
ترتكز على النقاط التالية :
-
التأكيد على ضرورة الاستغلال الأمثل للإمكانيات والموارد
المتاحة في الاقتصاد.
-
المحافظة على البيئة، عن طريق التقليل قدر الإمكان من
الآثار السلبية الناتجة عن الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية على مصادر الاقتصاد
وعلى البيئة.
-
السعي لتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة قادرة على إحداث
تقارب في مستويات المعيشة لمختلف الفئات.
◘ متطلبات التنمية المستدامة
لتحقيق تنمية مستدامة فعالة يتطلب
الأمر التوافق والانسجام بين الأنظمة التالية:
- نظام سياسي: يضمن الديمقراطية في اتخاذ القرار.
- نظام اقتصادي: يمكن من تحقيق الفائض، ويعتمد على الذات.
- نظام اجتماعي: ينسجم مع المخططات
التنموية وأساليب تنفيذها.
- نظام إنتاجي: يكرس مبدأ الجدوى البيئية
في المشاريع.
- نظام تكنولوجي: يمكن من البحث و إيجاد الحلول
لما يواجهه من مشكلات.
- نظام دولي: يعزز التعاون وتبادل الخبرات
في مشروع التنمية.
- نظام إداري: مرن يملك القدرة على التصحيح الذاتي .
- نظام ثقافي : يدرب على تأصيل البعد
البيئي في كل أنشطة الحياة عامة، والتنمية المستدامة خاصة.
◘ أهداف التنمية المستدامة
تسعى
التنمية المستدامة إلى جملة من الأهداف جاءت من خلال النقاط التالية:
-
آن
التنمية المستدامة عملية واعية – معقدة – طويلة الأمد – شاملة- ومتكاملة في
أبعادها الاقتصادية –الاجتماعية – السياسية – الثقافية.
-
مهما
كانت غاية الإنسان، إلا انه يجب أن يحافظ على البيئة التي يعيش فيها، لذا فان هدفه
يجب أن يكون إجراء تغيرات جوهرية في البني التحتية والفوقية، دون الضرر بعناصر
البيئة المحيطة.
-
هذا
النموذج للتنمية يمكن جميع الأفراد من توسيع نطاق قدراتهم البشرية إلى أقصى حد
ممكن، وتوظيف تلك القدرات أحسن توظيف لها في جميع الميادين.
-
نموذج
يحمي خيارات الأجيال التي لم تولد بعد، ولا يستنزف قاعدة الموارد الطبيعية اللازمة
لدعم التنمية في المستقبل.
◘ أبعاد التنمية المستدامة:
تستند التنمية المستدامة إلي
أبعاد، يمكن ذرك أهمها كما يلي:
- البعد البيئي:
يوضح هذا البعد الاستراتجيات التي يجب توافرها
واحترامها في مجال التصنيع، بهدف التسيير
الأمثل للرأسمال الطبيعي، بدلا من تبذيره واستنزافه بطريقة غير عقلانية،
حتى لا تؤثر على التوازن البيئي، وذلك من خلال التحكم في استعمال الموارد وتوظيف
تقنيات تتحكم في إنتاج النفايات، واستعمال الملوثات ونقل المجتمع إلي عصر الصناعات
النظيفة.
ومن أجل الوصول إلى صناعة نظيفة،
تقدم الأمم المتحدة الخطوات التالية:
- تشجيع الصناعة المتواصلة بيئيا في إطار
خطط مرنة.
-
إلزام
الشركات العالمية بنفس المعايير خارج وداخل أوطانها.
-
التوعية
بكل الوسائل بالخسائر والأخطار الناجمة عن التلوث، سواء المباشرة أو غير المباشرة.
-
إدخال
مفاهيم البيئة الآمنة، وإلزامية المحافظة عليها، من طرف الفرد والمجتمع في كافة
مراحل التعليم.
-
إشراك
المجتمعات في آلية التنمية المستدامة بجهود وسائل الإعلام والثقافة للجميع .
-
تشجيع
الإنتاج النظيف بيئيا، من خلال آليات السوق والسياسة الضرائبية.
إضافة إلى تبني الصناعة النظيفة
مثلما سبق ذكره، نرى أنه من المفيد إلقاء الضوء على مفهوم المشاريع البيئية: وهي
تلك التي تراعي البعد البيئي كركيزة أساسية لقيامها، وهناك من يرى بأنها المشاريع التي
تساهم في التنمية الاقتصادية بالموازاة مع الحفاظ على البيئةن والعمل مع
المستخدمين والمجتمع بشكل عام بهدف تحسين جودة الحياة لجميع الأطراف.
أما إذا كان المشروع اقتصاديا، فإننا لا يجب إغفال دراسة الجدوى
البيئية و تعني: " دراسة التأثير
المتبادل بين مشروعات برامج التنمية والبيئة، بهدف تقليص أو منع التأثيرات
السلبية، أو تعظيم التأثيرات الايجابية "
و يمكن
اختصارا ذكر أهم العناصر التي تكون ضمن البعد البيئي وهي:
-
النظم الايكولوجية .
-
الطاقة .
-
التنوع البيولوجي .
-
الإنتاجية البيولوجية .
-
القدرة على التكيف .
-
الإعلام
والثقافة للجميع .
-
الصناعة
النظيفة .
- البعد الاقتصادي
إذا كان مفهوم التنمية
المستدامة بالنسبة لدول الشمال الصناعية، هي السعي إلى خفض كبير ومتواصل في
استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وإحداث تحولات جذرية في الأنماط الحياتية
السائدة في الاستهلاك والإنتاج، والحد من تصدير نموذجها الصناعي إلى الدول
المتخلفة، فإن وجهة نظر الدول الفقيرة بخصوص التنمية المستدامة، تعني توظيف
الموارد من أجل رفع المستوى المعيشي للسكان الأكثر فقرا.
و يمكن تلخيص أهم النقاط التي تؤخذ
بعين الاعتبار في البعد الاقتصادي كما يلي:
- حصة الاستهلاك الفردي من الموارد
الطبيعية .
- مسؤولية البلدان المتقدمة عن التلوث وعن
معالجته .
- تبعية البلدان النامية .
- المساواة في توزيع الموارد .
- الإنفاق العسكري .
- التفاوت في المداخيل .
- البعد الاجتماعي
على الصعيد الإنساني والاجتماعي فان التنمية المستدامة، تسعى إلى
تحقيق معدلات نمو مرتفعة، مع المحافظة على استقرار معدل نمو السكان، حتى لا تفرض
ضغوطات شديدة على الموارد الطبيعية، ووقف
تدفق الأفراد إلى المدن، وذلك من خلال تطوير مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في
الأرياف ، وتحقيق أكبر قدر من المشاركة الشعبية في التخطيط للتنمية .
ومن هنا فالبعد الاجتماعي يسوقنا إلى تسليط الضوء على النقاط التالية:
-
المساواة
في التوزيع .
-
الحراك
الاجتماعي .
-
المشاركة
الشعبية .
-
التنوع
الثقافي .
-
استدامة
المؤسسات .
-
نمو
وتوزيع السكان .
-
الصحة
والتعليم ومحاربة البطالة .
- البعد التكنولوجي
و يعني نقل المجتمع إلى عصر الصناعات النظيفة، التي تستخدم تكنولوجيا منظفة
للبيئة، وتنتج الحد الأدنى من الغازات الملوثة و الحابسة للحرارة والضارة بطبقة
الأزون .
و يمكن تعزيز التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة
كما يلي:
- تطوير أنشطة البحث بتعزيز تكنولوجيا
المواد الجديدة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، و اعتماد الآليات القابلة
للاستدامة.
- تحسين أداء المؤسسات الخاصة، من خلال
مدخلات معينة مستندة إلى التكنولوجيات الحديثة.
- استحداث أنماط مؤسسية جديدة تشمل مدن
وحاضنات التكنولوجيا.
- تعزيز بناء القدرات في العلوم والتكنولوجيا
والابتكار، بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة،
لاسيّما أن بناء القدرات هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز التنافسية، وزيادة النمو
الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة ومحاربة الفقر.
- وضع الخطط والبرامج التي تهدف إلى تحويل
المجتمع إلى مجتمع معلوماتي، بحيث يتم إدماج التكنولوجيات الجديدة في خطط
واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بالموازاة مع تحقيق أهداف عالمية
كالأهداف الإنمائية للألفية .
ويؤكد تقرير الموارد الطبيعية أن
القاسم المشترك لهذه الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية، هي أن
التنمية لكي تكون مستديمة يجب مراعاة ما يلي :
- أن لا تتجاهل الضوابط
والمحددات البيئية .
- أن لا تؤدى إلى دمار واستنزاف الموارد
الطبيعية .
- تؤدى إلى تطوير الموارد البشرية، كمحاربة البطالة والفقر
وتحسين وضعية المرأة في المجتمع .
- تحدث تحولات في القاعدة الصناعية
السائدة .
◘ مبادئ التنمية المستدامة
بدأت تتبلور عقيدة بيئية جديدة مع
بداية القرن الواحد والعشرين، تبناها البنك العالمي، و تقوم هذه العقيدة على عشر مبادئ أساسية:
• تحديد
الأولويات بعناية
اقتضت خطورة مشكلات البيئة وندرة الموارد
المالية، التشدد في وضع الأولويات، وتنفيذ إجراءات العلاج على مراحل، وهذه الخطة
قائمة على التحليل التقني للآثار الصحية والإنتاجية والإيكولوجية لمشكلات البيئة،
وتحديد المشكلات الواجب التصدي إليها بفعالية .
• الاستفادة من كل دولار
كانـت معظم السياسات البيئية، بما فيها السياسات الناجحة مكلفة بدون مبرر،
وبدأ التأكيد على فعالية التكلفة .
إن هذا التأكيـد يسمح بتحقيق
انجازات كثيرة بموارد محدودة، وهو ما يتطلب نهجا متعدد الفروع، ويناشد المختصين والاقتصاديين في مجال البيئة، العمل
معا على تحديد السبل المثلى للتصدي للمشكلات البيئية الرئيسية .
• اغتنام فرص تحقيق الربح لكل الأطراف
إن بعض المكاسب في مجال البيئة سوف تتضمن تكاليف و
مفاضلات، والبعض الآخر يمكن تحقيقه كمنتجات فرعية لسياسات صممت لتحسين الكفاءة
والحد من لفقر، ونظرا لخفض المـوارد التي تكرس لحل مشكلات البيئة، منها خفض الدعم
على استخدام الموارد الطبيعية .
• استخدام أدوات السوق حيثما يكون ممكنا
إن الحوافز القائمة على السوق والرامية إلى خفض الأضرار الضريبية، هي
الأفضل من حيث المبدأ والتطبيق، فعلى سبيل المثال تقوم بعض الدول النامية بفرض
رسوم الانبعاث وتدفق النفايات، رسوم قائمة على قواعد السوق بالنسبة لعمليات
الاستخراج .
• الاقتصاد في استخدام القدرات الإدارية والتنظيمية
يجب العمل على تنفيذ سياسات أكثر تنظيما وقدرة، مثل فرض ضرائب على الوقود،
أو قيود على الاستيراد لأنواع معينة من المبيدات الحشرية، إدخال مبدأ الحوافز على
المؤسسات الصناعية التي تسعى إلى التقليل من الأخطار البيئية .
• العمل مع القطاع الخاص
يجب على الدولة التعامل بجدية وموضوعية مع القطاع الخاص، باعتباره عنصرا
أساسيـا في العملية الاستثمارية، وذلك من خلال تشجيع التحسينات البيئية للمؤسسات
وإنشاء نظام (الإيزو) الذي يشهد بأن الشركات لديها أنظمة سليمة للإدارة والبيئة .
• الإشراك الكامل للمواطنين
عند التصدي للمشكلات البيئية لبلد ما، تكون فرص النجاح قوية بدرجة كبيرة،
إذا شارك المواطنون المحليون، ومثل هذه المشاركة
تكون ضرورية للأسباب الآتية :
1- قدرة
المواطنين على المستوى المحلي على تحديد الأولويات .
2- أعضاء
الجماعات المحلية يعرفون حلولا ممكنة على المستوى المحلي .
3- أعضاء
الجماعات المحلية يعملون غالبا على مراقبة مشاريع البيئة .
4- مشاركة
المواطنين يمكن أن تساعد على بناء قواعد جماهيرية تؤيد التغيير .
• توظيف الشراكة التي تحقق نجاحا
ينبغي على الحكومات الاعتماد على الارتباطات
الثلاثيــة التـي تشمل ( الحكومة – القطاع الخاص – منظمات المجتمع المدني)، والعمل
بخطط متكاملة للتصدي لبعض قضايا البيئة .
• تحسين
الأداء الإداري المبني على الكفاءة والفعالية
بوسع المديرين البارعين إنجاز تحسينات كبيرة في
البيئة بأدنى التكاليف، فمثلا أصحاب المصانع
يستطيعون خفض نسبة التلوث للهواء والغبار من 60% إلى 80 % بفضـل تحسين
تنظيم المنشآت من الداخل .
• إدماج البيئة من البداية
عندمــا
يتعلـــق الأمــــر بحماية البيئــــة، فإن الوقاية خير من العلاج بكل تأكيد،
وتسعى معظــــم البلدان الآن إلى تقييم تخفيف الضـــرر وتبني ما يعرف بالجدوى
البيئية، وباتت تضع في الحسبان التكاليف والمنافع النسبية عند تصميم إستراتيجيتها
المتعلقة بالطاقة، كما أنها تجعل من البيئية عنصـــرا فعالا في إطار السياسات
الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتجارية .
المصادر :
حدة فروحات، استراتجيات المؤسسات المالية في تمويل المشاريع البيئية من اجل تحقيقي التنمية المستدامة، مجلة الباحث، العدد 7 .
نبيل إسماعيل أبو شريحة، التوعية البيئية والتنمية المستدامة، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، جامعة الدول العربية، مصر،
عبد الآله الوداعي، القانون الدولي ودوره في حماية البيئة، المنظمة العالمية للتنمية الإدارية، جامعة الدول العربية، مصر،
ماجدة احمد أبو زنط وعثمان محمد غنيم، التنمية المستدامة فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها، دار الصفاء للنشر والتوزيع، الأردن .
دوجلاس موسشين، مبادئ التنمية المستدامة، ترجمة بهاء شاهين، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، مصر.
اوسرير منور و بن الحاج جيلالي مغروة فتيحة، دراسة الجدوى البيئية للمشاريع الاستثمارية، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، العدد التاسع .
كربالي بغداد وحمادي محمد، إستراتجيات والسياسات التنمية المستدامة في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية بالجزائر، مجلة العلوم الإنسانية ، العدد45 .
مقدم عبيدات و بلخضر عبد القادر، الطاقة وتلوث البيئة والمشاكل البيئية العالمية، مجلة العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، العدد 07 .
http://www.shathaaya.com
http://ar.wikipedia.org
المصادر :
حدة فروحات، استراتجيات المؤسسات المالية في تمويل المشاريع البيئية من اجل تحقيقي التنمية المستدامة، مجلة الباحث، العدد 7 .
نبيل إسماعيل أبو شريحة، التوعية البيئية والتنمية المستدامة، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، جامعة الدول العربية، مصر،
عبد الآله الوداعي، القانون الدولي ودوره في حماية البيئة، المنظمة العالمية للتنمية الإدارية، جامعة الدول العربية، مصر،
ماجدة احمد أبو زنط وعثمان محمد غنيم، التنمية المستدامة فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها، دار الصفاء للنشر والتوزيع، الأردن .
دوجلاس موسشين، مبادئ التنمية المستدامة، ترجمة بهاء شاهين، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، مصر.
اوسرير منور و بن الحاج جيلالي مغروة فتيحة، دراسة الجدوى البيئية للمشاريع الاستثمارية، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، العدد التاسع .
كربالي بغداد وحمادي محمد، إستراتجيات والسياسات التنمية المستدامة في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية بالجزائر، مجلة العلوم الإنسانية ، العدد45 .
مقدم عبيدات و بلخضر عبد القادر، الطاقة وتلوث البيئة والمشاكل البيئية العالمية، مجلة العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، العدد 07 .
http://www.shathaaya.com
http://ar.wikipedia.org
التنمية المستدامة
Reviewed by Unknown
on
3:31 ص
Rating: