القيم والمفاهيم التصميمية للعمارة التراثية

محورين رئيسيين يشكلان معا الإشكالية البحثية لهذه الدراسة، وهما :

المحور الأول: أن معظم الدراسات التي اتجهت نحو تحليل التراث العمراني في المدينة العربية  القديمة كان موجها ناحية التعرف على أهم السمات المعمارية والعمرانية التي تشكل منها هذا التراث في البيئات المختلفة ، مع استنباط أهم المفردات المعمارية التي يمكن الإستفادة منها في العمارة المعاصرة . في حين أنه من الأفضل أن تتجه الدراسات نحو التعرف على القيم التصميمية التي أفرزتها عملية التصميم المعماري للمباني التراثية، ليصبح التعامل مع فكر معماري يقبل التطور ، وليس مع مفردات جامدة اختلفت في معظم الأحيان من بيئة عمرانية إلى أخرى واختلفت أصولها ما بين كونها مبتكرة في العمارة التراثية وما بين كونها متطورة عن عمارات سابقة .

المحور الثاني: ان الدراسات المتعمقة لتاريخ الفكر التصميمي لا تتعرض – سواء عن جهل أو عمد – للدور الذي لعبته العمارة التراثية في صياغة مجموعة من مبادئ الفكر التصميمي التي انطلق منها الفكر المعماري في القرن العشرين بشكل خاص .

تهدف الدراسة في هذا البحث إلى تحقيق ما يلي :

- استنباط أهم الملامح التي ميزت الفكر التصميمي للعمارة التراثية ، وتوضيح الكيفية التي تم بها صياغة هذا الفكر الموروث في نطاق العمارة العالمية المعاصرة التي انتشرت في مختلف البيئات بنفس الكيفية .

- تقديم إطار فكري عام نحو تفعيل الإستفادة من ملامح هذا الفكر التصميمي في تعمير المناطق الصحراوية ، ليس من خلال التطوير الذي تم في إطار ومن خلال نطاق الفكر الخاص بالعمارة العالمية المعاصرة ، وإنما من خلال ما يتوافق مع ظروفنا الإجتماعية والبيئية الخاصة .

- تقديم بعض الأطروحات التي يمكن أن تساهم في تحقيق الإستفادة من الموروث من الفكر التصميمي في المناطق الصحراوية الجديدة ، بوصفها البيئة الخصبة التي يسهل من خلالها عملية التجريب والتقييم .

والآن نترككم مع تحميل الورقة البحثية على أمل الإستفادة منها

↓

GO